عبد الحميد مشكوري
يكتب ................
الجسد المنهار
...............
أيُّها الجسدُ المنهار
من الجدار إلى المدار
كل شيء فيك متاح
صراخٌ عويلٌ صياح
جدارك أرهقه الانحناء
مدارك اتخَمهُ الرخاءُ
كلُّ شيء فيك مُستباح
منذ تيَمّم على حَجَرِك
غريب مجنون و سفاح
منذ قرع على بابك طبلين
طبل للحرب وطبل للمزيكا
أيُّها الجسدُ بكل القُيود مُكبّل
جدارك أفرَغُوه من مُحتواه
جعلوه بالجهل يَحْبَل
ومدارك اعتبروه من قبل أهبل
رسموا له صورة هيكل
قالوا له عروس بحر يا مغفل
كل شيء فيك مهلهل
منذ منحت للغريب صكا
على بياض قدمت له شيكا
بأموال أجدادك
بمدخرات أبنائك
فتحت له خزنة وبنكا
أيها الجسد الذبيح
من الوريد إلى الشريان
كل شيء فيك جريح
دمُ عِرْقِك اُسيحَ
شريان يمينك اُبيحَ
محيط الدائرة في قُطْرك مرسوم
وسواد الأمة في عيونك مقسوم
وشام العروبة في وجهك مصدوم
منذ رضعت لبن العمة ريكا
وقبلت يد الخالة جيكا
أصبحت جسد ا هزيلأ
لقد شكلوك دمية أنثى
جميلة مطيعة مِن عجين
مارسوا معك كل الحيل
اغتصبوك مرتين
أخذوا منك الولاء باللين
لقد شكلوك دمية خُنثى
كفِيفة البَصيرَة مِن طين
مارسوا ضدك
حق الفيتو مرتين
لما أبصرت بأعينك
حقيقة خجولة
قالوا لك ستبقى أعمى
أبدا لا تقوى على العبادة
لما شعرت بالحنين
إلى أيام الرّجولة
قالوا لك ستبقى عقيما
أبدا لا تمارس متعة السيادة
لقد شكلوك بلا قرنين
بلا خوارعلى شكل بقرة
لها ذيل . ليس لها عينين
علقوك للسلخ على شجرة
أخذوا منك الضرعين
وتركوك نصف بقرة
تقتات على نفايات
مُغَلّفة مكتُوب عليها
قادمة من الصين
أخذوا منك كل شيء ثمين
وجعلوك حارسا
على بئر وناقتين
بِئسَ الجسدُ المقهور
أحاطت به بنَاتُ بِئْسِ
بنوا لك في كل قُطرٍ قصرا
دبروا لك بالليل أمرا
واغتَالوك في يوم عُرْسِ
اغتالوك عصبة سرا
دفَنوك في كلِّ القُبور
بلا خِيط بلا تَحْنيطِ
فأصبح الفاعل ضحية
يتقصى الحقيقة ويطالب
بتقديم التعازي مع الدية
يستنكر الفعل وينكرالهوية
يستعبط الأمة ويقول
إنما الأعمال صدفة
و ليست بالنية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مشكوري عبد الحميد
الجزائر ـ بسكرة ـ
30 / 10 /2018
يكتب ................
الجسد المنهار
...............
أيُّها الجسدُ المنهار
من الجدار إلى المدار
كل شيء فيك متاح
صراخٌ عويلٌ صياح
جدارك أرهقه الانحناء
مدارك اتخَمهُ الرخاءُ
كلُّ شيء فيك مُستباح
منذ تيَمّم على حَجَرِك
غريب مجنون و سفاح
منذ قرع على بابك طبلين
طبل للحرب وطبل للمزيكا
أيُّها الجسدُ بكل القُيود مُكبّل
جدارك أفرَغُوه من مُحتواه
جعلوه بالجهل يَحْبَل
ومدارك اعتبروه من قبل أهبل
رسموا له صورة هيكل
قالوا له عروس بحر يا مغفل
كل شيء فيك مهلهل
منذ منحت للغريب صكا
على بياض قدمت له شيكا
بأموال أجدادك
بمدخرات أبنائك
فتحت له خزنة وبنكا
أيها الجسد الذبيح
من الوريد إلى الشريان
كل شيء فيك جريح
دمُ عِرْقِك اُسيحَ
شريان يمينك اُبيحَ
محيط الدائرة في قُطْرك مرسوم
وسواد الأمة في عيونك مقسوم
وشام العروبة في وجهك مصدوم
منذ رضعت لبن العمة ريكا
وقبلت يد الخالة جيكا
أصبحت جسد ا هزيلأ
لقد شكلوك دمية أنثى
جميلة مطيعة مِن عجين
مارسوا معك كل الحيل
اغتصبوك مرتين
أخذوا منك الولاء باللين
لقد شكلوك دمية خُنثى
كفِيفة البَصيرَة مِن طين
مارسوا ضدك
حق الفيتو مرتين
لما أبصرت بأعينك
حقيقة خجولة
قالوا لك ستبقى أعمى
أبدا لا تقوى على العبادة
لما شعرت بالحنين
إلى أيام الرّجولة
قالوا لك ستبقى عقيما
أبدا لا تمارس متعة السيادة
لقد شكلوك بلا قرنين
بلا خوارعلى شكل بقرة
لها ذيل . ليس لها عينين
علقوك للسلخ على شجرة
أخذوا منك الضرعين
وتركوك نصف بقرة
تقتات على نفايات
مُغَلّفة مكتُوب عليها
قادمة من الصين
أخذوا منك كل شيء ثمين
وجعلوك حارسا
على بئر وناقتين
بِئسَ الجسدُ المقهور
أحاطت به بنَاتُ بِئْسِ
بنوا لك في كل قُطرٍ قصرا
دبروا لك بالليل أمرا
واغتَالوك في يوم عُرْسِ
اغتالوك عصبة سرا
دفَنوك في كلِّ القُبور
بلا خِيط بلا تَحْنيطِ
فأصبح الفاعل ضحية
يتقصى الحقيقة ويطالب
بتقديم التعازي مع الدية
يستنكر الفعل وينكرالهوية
يستعبط الأمة ويقول
إنما الأعمال صدفة
و ليست بالنية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مشكوري عبد الحميد
الجزائر ـ بسكرة ـ
30 / 10 /2018
تعليقات
إرسال تعليق