التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#أنثى استوطنت هبوب الغيمات

أنثى استوطنتْ هبوب الغيمات
____________________

قبل أن أكتب ما يليق
بفتاةٍ ليست كباقي الفتيات،
أطلق عنان أخيلتي
فوق صفحات أوراقي.
أتوحد مع أبجديتي
في تصوراتي وعباراتي،
أختلقُ سبباً يجعلنا نلتقي
حول طاولة الكلمات.
أرتقي معراج الهوى،
وعلى فضاءات المعنى
أنسجُ  رداءً طارئاً
يستر قصائدي العاريات.
أدخلُ مجاهيل طمي الذاكرة
لأزرع في مشاتل الفكرة
وروداً جوريات
لا تتسع لنفحات عطرها
ساحات عمري الضيقات .
***
أنتِ أمرأةٌ بدتْ لأول صدغٍ
مثل صبية في مقتبل العشرين،
وأنا رجلٌ بين زمنين
أقطعُ في رحلة السنوات
عقداً رابعاً.
ماعاد لي غير التبضع والتمتع
بين سوق الأمنيات.
إلى النهايات يمضي بي لهاثي،
كل ما جولي دروبٌ مُغلقات،
صامتٌ...أمضغ تلابيب ريقي،
ظمأي أبدي،
يحتسي كأس الليالي الفارغات.
صوتٌ بقلبي
فأجيبي نداء أسئلتي
يا قمراً توجتها،
على عرش نجومي الملهمات.
لماذا أشعلتي موال السُكات ؟
كيف أستطعتي أن تصمتي ؟
أن تتمردي،
أن تغيبي عن تخومي،
أن تغلقي أبواب بوح المرايا،
وقد كنتِ فاتحة المفردات،
وكُنتِ لساني ومنطقي،
تسردين فصول الحكايات.
***
يا أنثى أستوطنت هبوب الغيمات،
ألمحُ وجهكِ شاحباً
حيثُ غسق الدجى
يسعى خلف التلال الهاربات.
لا تستسلمي للعمر الحزين
فالحزن سيف لا يمكن أن ينشب
دونما طعنات.
كفكفي دموع عينيكِ المترعات
بالعويل والبكاء
ما زال لنا في قسمة السماء
أفراحاً ناضحات،
كفاً وماء،
نشربهُ كالعطش المنفي
من حدود الإرتواء.
هذا الشوق بلغ ذروته
وللحنينِ شراعٌ وزورق
يجدفُ منظوم الخطوات.
أمتزجي معي كبحرٍ وموجة،
افتعلي ضجة
ملء الضفاف المالحات.

-محمد عبدالكريم الشعيبي-

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طاب النسك

 طابَ النّسكُ وللقيامِ عزيمةٌ،  الخيطُ الأبيضُ مسكُه. ولقدومِ اللَّيلِ تترطَّبُ شفاهُ الدُّعاءِ بانَّ النِّصفَ لشطرِه الثَّاني، والعيدُ على مضاربِ التَّتمَّة. العراق: نعمه العزاوي.

ياأمة بدر

 يا أمة بدر متی النصر...؟ هذا محرم و سيحل صفر طال...ليلک يا أمتي متی الفجر... ؟ يا أمة اقرأ يا أمة القلم نفد المداد يا أمتي و جف الحبر... مصطفی زعبوب

ظمأ القلوب

 أسعد الله أوقاتكم بكل خير حياكم الله... من قصيدتي... ...ظمأ القلوب...  يافاتنَ الأرواحِ أطِف علينا بالأقداحِ...                           واسقِنا من خمورِ اللمى لذيذ الراحِ... يافاتنَ الأرواحِ هات الأحاديث عن                                   مريمٍ                              إنَّ أحاديث الهوى تجودُ بالإنشراحِ... هلهلتُ بذكرِ الحبيب وقلبي مُدنِفٌ...                            والحبيبُ مُنشغِلٌ مابينَ لَهوٍ ومزاحِ... يميسُ أدعج العينينِ في كعبةِ الحُسنِ...                            يَصّبُ الفُتاتَ باقات نرجسٍ بالأرداحِ... مازِلتُ أخلع في الليالي مَاذي خموركِ...                       حتى بدتْ ظبيتي تَهرعُ مُنقبةً بالوشاحِ... قهوةٌ في الكأسِ والعَطّار سَاقيها...                     شَربناها عقيقاً فأثملتْ بالعِشقِ كُل صاحِ... و مُنمنماتٍ أقبلنَ من هِيتٍ يتمايلنَ...                   كأميسٍ أهيَفٍ يَختالُ في روضةِ الصباحِ... ومريم بزغتْ كالمها في روابيها...                     تُبدي أسبابَ الهوى مابينَ سِّرٍ وإفصاحِ... فائِحة العبير بدرتْ في إحجَامِها...                     تمزجُ فرط ال