الليل والمدينة * بابكرعطية *
الليلُ أوغلَ في المسيرِ مدينتِي
والصبحُ يرقدُ خلفَ أقبية الضفافْ
والحارسُ الليليُّ أضناه الوقوفْ
لكنّه أبداً يخافْ
الليلَ ما أقسي الليالي في الشتاءِ
بلا رفيقٍ أو لحافْ
فالبردُ يجتاحُ المداخلَ والسقوفْ
أواه ما أقسي الوقوفَ
المرَّ حينَ يجيئُ بردُ الذلِّ
مصحوباً بزمجرةِ العواصفِ والدفوفْ
البردُ ينهشُ في العظامِ
ولا دثارْ
وعلي الطريقِ ينامُ كلُّ الواقفينَ علي الرصيفِ
ولا قطارْ
وفي المساءِ مدينتِي
أواه حينَ تعودُ للذكرى
عذاباتُ الصغارْ
فالبردُ يهوى أنْ يقهقهَ
في البناياتِ الصغيرةِ والخيامْ
والحارسُ الليليُّ يحلمُ
أنْ يفكرَ أنْ ينامْ
وعلي الطريقِ يلوحُ مصباحٌ وحيدْ
سئمَ التوهجَ
فارتمى فوقَ الظلامْ
والليلُ داسَ على المواقدِ والمصابيحِ الصغارِ مزمجراً
هذي المدينةُ يامصابيحَ الطريقِ بلا صباحْ
فالضو ءُ ممنوعٌ هنالكَ والتوجعُ والنواحْ
والموتُ مقبرةٌ لكلِّ الحالمينَ بدفءِ أروقةٍ فساحْ
والموتُ مقبرةٌ لكلِّ الجالسينَ علي رصيفِ الأنتظارْ
سكنَ الترقبُ فوقَ أعينِهم هنالكَ يحلمونَ
فربما يأتي الصباحْ
ولربما في الليلِ يأتِي
طائرُالأفراحِ تحملُه الرياحْ
لكنّهم لوْ يعلمونَ بأنَّ طائرَهُم
ينامُ علي الأسَى في الليلِ مقصوصَ الجناحْ
الحارسُ الليليُ يكبحُ صافناتِ النومِ يحلمُ بالفِراشْ
النومُ فاكهةُ الشتا
رباه ما أقسى النعاسْ
الحارسُ الليليُ حدقّ
في الطريقْ
اللصُ يجري والطريقُ
بلا أمانْ
والحارسُ الليليُ صاحْ :
_ يا أنتَ قفْ
من أينَ تأتِي والرياحُ
تسدُّ أرجاءَ المكانْ ؟
والحارسُ الليليُ حدقَّ
في الظلامْ
وعلي الجدارِ أراحَ
أعباءَ الليالِي ثمَّ نامْ
الليلُ أوغلَ في المسيرِ مدينتِي
والصبحُ يرقدُ خلفَ أقبية الضفافْ
والحارسُ الليليُّ أضناه الوقوفْ
لكنّه أبداً يخافْ
الليلَ ما أقسي الليالي في الشتاءِ
بلا رفيقٍ أو لحافْ
فالبردُ يجتاحُ المداخلَ والسقوفْ
أواه ما أقسي الوقوفَ
المرَّ حينَ يجيئُ بردُ الذلِّ
مصحوباً بزمجرةِ العواصفِ والدفوفْ
البردُ ينهشُ في العظامِ
ولا دثارْ
وعلي الطريقِ ينامُ كلُّ الواقفينَ علي الرصيفِ
ولا قطارْ
وفي المساءِ مدينتِي
أواه حينَ تعودُ للذكرى
عذاباتُ الصغارْ
فالبردُ يهوى أنْ يقهقهَ
في البناياتِ الصغيرةِ والخيامْ
والحارسُ الليليُّ يحلمُ
أنْ يفكرَ أنْ ينامْ
وعلي الطريقِ يلوحُ مصباحٌ وحيدْ
سئمَ التوهجَ
فارتمى فوقَ الظلامْ
والليلُ داسَ على المواقدِ والمصابيحِ الصغارِ مزمجراً
هذي المدينةُ يامصابيحَ الطريقِ بلا صباحْ
فالضو ءُ ممنوعٌ هنالكَ والتوجعُ والنواحْ
والموتُ مقبرةٌ لكلِّ الحالمينَ بدفءِ أروقةٍ فساحْ
والموتُ مقبرةٌ لكلِّ الجالسينَ علي رصيفِ الأنتظارْ
سكنَ الترقبُ فوقَ أعينِهم هنالكَ يحلمونَ
فربما يأتي الصباحْ
ولربما في الليلِ يأتِي
طائرُالأفراحِ تحملُه الرياحْ
لكنّهم لوْ يعلمونَ بأنَّ طائرَهُم
ينامُ علي الأسَى في الليلِ مقصوصَ الجناحْ
الحارسُ الليليُ يكبحُ صافناتِ النومِ يحلمُ بالفِراشْ
النومُ فاكهةُ الشتا
رباه ما أقسى النعاسْ
الحارسُ الليليُ حدقّ
في الطريقْ
اللصُ يجري والطريقُ
بلا أمانْ
والحارسُ الليليُ صاحْ :
_ يا أنتَ قفْ
من أينَ تأتِي والرياحُ
تسدُّ أرجاءَ المكانْ ؟
والحارسُ الليليُ حدقَّ
في الظلامْ
وعلي الجدارِ أراحَ
أعباءَ الليالِي ثمَّ نامْ
تعليقات
إرسال تعليق