التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#اليتيمة

محفوظ زاوش / الجزائر
قصيدة ( اليتيمة)

في ثنايا الليل العميق
قلبُ اليتيمةِ يَئِنُ من ظلامِ الوجعِ المتنامي
في ربوعِها والطريقْ
تُسامرُ الوحدةَ، وفتيلُ قنديلها
يحثُ خُطاه إلى الحريقْ
يُسابقُ الزفيرَ من سجنهِ
وهو يفرُّ من أعماقِ صدْرٍ
 هـــــدَّهُ الحزن ...
فــخرَّبَ الشريانَ والوريدْ
تُناجي ضوءَهُ الخافتَ حينا
وتتحرى وجودَهُ الناعم الرقيق
تتلمسُ سناهُ
وتُواسي الفتيلَ الحريقْ
تتناسى غورَ جُرْحِها وليلَها الغريقْ
ويُبــْهِجها دُخانُهُ المُتعالي شامخا
يشُقُ سقْفَ بيتها العتيقْ
وترحل في زفيرها معه
إلى ذكرى أبٍ أو أخٍ صديقْ
فسامرَتْها دموعٌ تصبَّبتْ
من حنين ذاك الربيعِ في عُشِّها الأنيقْ
وفجأةً باغتها الفتيلُ... بعد نضوبِ عُمْرِه
في مكابدةِ نار الشَّوقِ وألمِ الحريقْ
*****
يا لِلَيلِ السّكون العميقْ
تتهادى الكآبةُ فيه
 كنجوم السّحرْ خانها القرار فهوَتْ
 إلى الفناءِ السّحيقْ
كيف للظلامِ يحشدُ جيوش جراحه
ولا يرتوي من سوادهِ السحيق؟؟
كفى بالحزن إيلاما أنّهُ
يُدمي العيونَ ويجفف ينابيعَ عذبةً
 ممتدَّةَ البريقْ...
****
تنهَّدَ قلبُ الثكلى بعدها
وأيْقنت أنَّ الحزنَ أعمى
 لا يُبالي بالفقدِ، بالجرح ... بقسوة الحريقْ
فتوكَّأتِ المسكينةُ على الآمال تنشُدها
ومسحتْ على الشّفاهِ تجاعيدَ الطريقْ
وقبَّلتْ قنديلها القتيل. بعدما
جفَّ نورُهُ، واستحال تمثالَـــها الأنيقْ
وتوعَّدت الليالي ببهجةٍ
تمحو السَّوادَ، وتنزعُ شوكَ الأسى
من بَرها، من بحرها العميقْ
فتُلاقي الصُّبْحَ بنوره
وتَعشقُ من فجْرِهِ رِقَّةَ الشهيقْ
توزِّعُ سناهُ على الرُّبى، على الجبالِ الشُّم
فَتَنْحتُ على أُفْقِها لوْحات
 الوجود بالشقيقْ

تعليقات

  1. شكرا جزيلا على نشر القصيدة وتوثيقها.
    دمتم في خدمة الأدب وخدمة الإنسانية

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طاب النسك

 طابَ النّسكُ وللقيامِ عزيمةٌ،  الخيطُ الأبيضُ مسكُه. ولقدومِ اللَّيلِ تترطَّبُ شفاهُ الدُّعاءِ بانَّ النِّصفَ لشطرِه الثَّاني، والعيدُ على مضاربِ التَّتمَّة. العراق: نعمه العزاوي.

ياأمة بدر

 يا أمة بدر متی النصر...؟ هذا محرم و سيحل صفر طال...ليلک يا أمتي متی الفجر... ؟ يا أمة اقرأ يا أمة القلم نفد المداد يا أمتي و جف الحبر... مصطفی زعبوب

ظمأ القلوب

 أسعد الله أوقاتكم بكل خير حياكم الله... من قصيدتي... ...ظمأ القلوب...  يافاتنَ الأرواحِ أطِف علينا بالأقداحِ...                           واسقِنا من خمورِ اللمى لذيذ الراحِ... يافاتنَ الأرواحِ هات الأحاديث عن                                   مريمٍ                              إنَّ أحاديث الهوى تجودُ بالإنشراحِ... هلهلتُ بذكرِ الحبيب وقلبي مُدنِفٌ...                            والحبيبُ مُنشغِلٌ مابينَ لَهوٍ ومزاحِ... يميسُ أدعج العينينِ في كعبةِ الحُسنِ...                            يَصّبُ الفُتاتَ باقات نرجسٍ بالأرداحِ... مازِلتُ أخلع في الليالي مَاذي خموركِ...                       حتى بدتْ ظبيتي تَهرعُ مُنقبةً بالوشاحِ... قهوةٌ في الكأسِ والعَطّار سَاقيها...                     شَربناها عقيقاً فأثملتْ بالعِشقِ كُل صاحِ... و مُنمنماتٍ أقبلنَ من هِيتٍ يتمايلنَ...                   كأميسٍ أهيَفٍ يَختالُ في روضةِ الصباحِ... ومريم بزغتْ كالمها في روابيها...                     تُبدي أسبابَ الهوى مابينَ سِّرٍ وإفصاحِ... فائِحة العبير بدرتْ في إحجَامِها...                     تمزجُ فرط ال