تلاشى الحُلُم
تعدّدت أحلامي قبل غدر أيامي،
وما أضرني حزناً إلاّ ذاك الحُلُم،
ويا له من حُلُم،
حُلُمٍ ورديٍ مزخرفٍ باللؤلؤ،
ملونًا بالاخضرار،
واسعٌ كسعةِ البحار،،
عميقٌ وخفيةٌ أسراره كصحراء الرمال والقِفار
يغطي جماله لونه المزيف المغطى بالغبار
سره ليس كباقي الأسرار …
لتحكي النجمات البعيدة قصتي
ولحظاتٍ حاكت
من خيوط أشعة الشمس لحاظ العيون
ساكبةً على جوارحي
أجمل المشاعر التي رسمتها بأهداب الجفون
وغلفتها بوريقات
زهرات الياسمين ودحنون (شقائق النعمان)
جاعلًا من ذاك الفؤاد لكِ وعاءً
يُرسل إليكِ يوميًا رسائل وكتاباتٍ
تبين عشقي والجنون …
آهٍ من زمانٍ مضى
معه أحلامي عليها قضى …
وأنا غارقٌ في جمال عينيك
الخضراوين الممزوجتين بلمعةٍ ماسية ،،
أحاول فكّ شيفرتهما
علني أجد نفسي فيهما والهوية ،،،
قبل أن تضيع روحي في سراديب العشق السنية …
أنتِ التي تجذبين بحرارةٍ إلى الهاوية،،
تلمعين كنجمةٍ عالية ،،
برّاقةٌ جذابةٌ تَسْحّبُكَ بضيائها …
فتضيع بأنوارها المتلالئة المتأرجحة
تخالها حقيقةً بعيدة
وهي أنوارٌ عفى عنها الزمن خاوية ….
أنتِ كذلك
جعلتِ كياني يسيحُ في غياهب الزمن …
متلاشيًا والحب في عينيكِ
كما لو كنتِ سحابةً مرت واختفت
لبروز الشمس التي هزمت غيوم المطر والرعد معًا …
نعم شمس الواقع أشرقت
ولن ينفعني بعدها حزنٌ مليءٌ بالدّموع …
وحُلمٌ أردفت إليه آمالي
منتظرًا إيّاه بكلّ حرارةٍ وصبر
ليأتيني حُلُمي كابوسًا
معتذرًا بجعبته ذاك الخبر ….،
هزّني الخبر، حرّك جوارحي، حرّك الغضب،
أوقف دقَات الفؤاد ومعه النظر ….،
أصبح كل شيءٍ عندي غيابا
وأصبحت حياتي مطرا
آهٍ من ذاك المطر …،،
ليت الحُلُمَ ذاك انبتر ..
ليتني لم أكن عاشقًا للوهم
ولم أعشق سرابًا حسبته غيثًا
كان لي جمرٌ ولهَب
كأنه وادِ الغابرين سَقَر …
لولاكَ يا حُلُمي
لكنت اليوم في نعيمٍ
غير مضطرٍ لمصارعة القدر ….
بقلم فياض احمد
تعليقات
إرسال تعليق