( تُسائِلُني وهِيَ تدرِيْ)
تُسائِلُني ؛ أَتَهوى؟ قُلْ بِصِدقِ فَفِي جَفْنَيْكَ آثارٌ لِحَرقِ
وَفِيْ أَنفاسِكَ الحَرَّى أَنِيْنٌ وَفِيْ عَيْنَيكَ لاَحَ وَمِيضُ بَرقِ
وَدَمعُكَ شَقَّ نَحوَ الخَدِّ دَربَاً كَنَهرٍ مَرَّ في وادٍ بِرِفقِ
ولِلصَّوتِ ارتِعاشٌ حِينَ تَشكُو وَلِلْكَفَيْنِ إِنْ شِئْتَ التَّلَقِّيْ
وَإِنْ ذُكِرَ الهَوى أَسهَمْتَ طَرْفَاً وَرُحتَ تَهِيمُ في غَرْبٍ وشَرقِ
وَتَزْفُرُ مِثلَ بُركانٍ وتَخبُو وَتُبْدي هَواكَ بِالْلَّفظِ الأَرَقِّّ
تُسائِلُنِي ! وهَل حالِيْ سَتَخفَى عَلى عَيْنٍ ؟ وَما سَيَزِيْدُ نُطقِيْ؟
فَأُخبِرُهَا : بِأَنِّيّْ لَستُ أَحيَا ولا أَصفُو بِلا سُهدٍ وَشَوقِ
وَأَنَّ الحُبَّ أَنفاسِيْ وَنَبضِيْ وهَل قَلْبٌ يَعيْشُ بِغَيْرِ نَبْضِ؟
سَقانِيْ اللهُ كَأْسَاً مِنْ جَمالٍ وكَانَ مِزاجُهَا إِكسيرَ عِشقِ
وَتِلكَ بِعالَمِ الأَرواحِ كانَت وَقَبلَ دَمِيْ الَّذِي يَجرِي بِعِرقِيْ
تُسائِلُنِي : أَفِيْ الحُبِّ ارتِياحٌ؟ فَأُخبِرُها : بِأَنَّ العِشقَ يُشقِيْ
ولَكِنَّ الشَّقاءَ بِهِ نَعِيْمٌ بِعَيْنِ المُبْتَلِيْنَ بِهِ كَرِقِّ
يَخافُونَ التَبَرُّدَ مِنْ لَظَاهُ وَيا عَجَباً لِمُبْتَرِدٍ بِحَرْقِ
تُسائِلُنِي وَتَدرِيْ كُلَّ شَيءٍ وَأَدرِيْ أَنَّها تَدرِي بِحَقِّ
ولًكِنْ تَشتَهِي مِنِّي قَصِيْدَاً يُعَبِّرُ عَنْ هَوايَ لَهَا بِصِدقِ
..شعر ؛ زياد الجزائري
ديواني(في ظلال الحب والجمال)
تعليقات
إرسال تعليق