قصيدة/لا يعرفه وجه الله
.
.
قالها شكسبير:
(خلق الله لك وجها وأنت.. تصنع لنفسك وجها آخر)
.
.
فرشة الألوان
وحدها
لا تستطيع
تغيير لونها
لتصنع عالما آخر
من القتامة
أو من البهجة
في عيوننا
والحرباء
وحدها
تستطيع
تبديل لون جلدها
لتقاوم الأعداء
بالتستّر
لا بمبادلة الحرب
ونحن ...
البشر
لنا لون واحد
ووجه واحد
قمحي
خمري
أسمر
أبيض
جميعنا
نحيا
بوجه واحد
لا شبهة في ذلك
لكنّ كثيرا منّا
يستطيع
تلوين الوجه لديه
بوجه آخر
كي يحيا.
- كي تنعم بالستر
تغسل وجهك
كل صباح
كي تضحك
تغسل قلبك
من الأحزان
كل مساء..
كي تأكل
تغسل وجه الرب الأخضر
بماء دافق
كي تتيقن
أنك حي
تنظر في المرآة كثيرا.
تلك قوانين العيش الناعم
ملساء
فينا الروح
شفافة
كل نفوس النفخة
لكن الوجه الآخر
لا يغستل بتاتا
من ندبات السوء
من قيح
طفح طويلا في الذات
يأكل
جيفات
يشرب
من كل مرارات
تتفجّر
من آنات
وبكاءات
و جراحات
قد صنعتها أياديه
بنا
حين تلوّن
ليبيع الصباحات الآتية إلينا
بثمن بخس
ليزرع فينا الأحزان
غابات
تحجب عنا
كل شموس الفرح
ليلوث
قلب الرب الأخضر
بين أيادينا،
ليعيش
على فطر الرغبات
وحب الذات
بذات منكسرة دوما
لا يعرف
غير الرب الجالس
فوق عمامته السوداء
يُركعه له
ليطعمه بقاياه
ويُجسده
لطاعته العمياء
وإن بهت اللون عليه
تأكله
رصاصات طائشة.
ما أتعس أن تحيا
بوجه
لا يعرفه
وجه الله!
.........
عصام عبد المحسن
تعليقات
إرسال تعليق