"أقصِر مقالَك "
ضَجّ القصـيدُ، وعـافَ السطرُ مـا كَتبا
والزّيفُ أضحَى ، مداداً صاحبَ الكتُبا
كيْف اصطباري وقولُ الزّورِ يصفعُـني
داءٌ خطـــيرٌ، وأعــيا سُـــــــمُّـهُ الأَدَبا!!
قَــد حــارَ شِـعري ونارُ القهرِ تعصفُ بي
ولا أرَى فــي المَـدى حَظّـا ولا أرَبــا
وأسألُ النفسَ مـن عهـــدٍ وبـي قلــقٌ
علـى قريــضٍ أضــاعَ اللحـنَ وانقـلبا
ذابتْ عـُـراهُ ، ومـن أفــــواهِ ناشــزةٍ
أقـــوالُــها ملــقٌ ، إذ ضــلّت الطــَّلبا
فقلتُ : يا شعرُ ، مـا للقـومِ قد عثَروا
زادوكَ زوراً ومن تهــريجهم كَـــذِبا!!
ألســتَ ياشعرُ زَرعــــاً بالشّــعورِ نَـما
ومِــن زلال بحــورِ الصـّـادقينَ ربا ؟
ألســتَ مــن زمـنِ الأشــرافِ قافيـةً
تخفي جهولاً ، أذابَ الأصلَ والنّسـبا؟
ألستَ فخـراً ، لمنْ ألقابَهـم حفظُــوا
سَادوا ، ومادوا على أعـدائهم نُجـبا؟
يـا مـنْ جعلتــم بحـورَ الشّـعر مالحـةً
أفسـَدتموهـا ،فضَلَّ الدربَ مَنْ شَربا
عُودوا ، كفَاكم ، فلا تصفيقَ ينفعُكم
فالصّدقُ بالحرفِ يعطي المجدَ والرُّتَبا
أمّـــا التمَلُّــــقُ والتّزيـيفُ لـنْ يصِـلا
في عالـــــمِ الشعرِ ، إلّا مــَرفأً خَــرِبا
نبلَى ويبلَى زمانٌ ليس ذا أدبٍ
يعلو بأشباهِه ..والأصلُ قد حُجبا
مَن لي بهُدهدِ شعرٍ يقتَفي شَجني
يرقَى بما خسَفوا...يأتي به قشِبا
بقلمي المتواضع..
تعليقات
إرسال تعليق