شَوقٌ وكِبرياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَنْ قَاَلَ أنَنِى لَا أَتَعَذَّبُ وأنَّنِي وأنَّنِي لاَ أُحِنْ
إنَّنِي مِنْ لَهِيبِ أشوَاقِي أكَادُ أكَادُ أنْ أُجَنْ
وفِي أضْلُعي قَلَبٌ يَحتَرِقُ فِي كُلَّ لَيلَةٍ ويَئِنْ
ولَكِنَهُ الكِبرِياءُ ياعَزِيزي مَاخَابَ فيهِ أبدًا ظَّنْ
قد احتَوَانِي فَجَعلتُه مَذهبي فَلَا خُروجَ أبَدًا
عَنِ المَذهَبِ وليَكُن مَايَكُن
عَهدُ الكِبرِياءِ أبقى مِن عَهدِ الوفَاءِ هَذا يُبكِيكَ
أمَامِى وهَذا بَقَايَا هَذا بقَايا مِن جِرَاحٍ وشَجَنْ
وبينَ دمُوعي بالأمسِ ودمُوعُكَ اليومَ الطِفلُ
في صَدري حَائِرٌ يَحتَرِقُ ويَلعنُ الفِراقَ سِرًا
ويَبتَسِمُ في العَلَنْ
مَا أدرَاكَ أنَّ الَليلَ لا يُدمِيني وأنَّ الذِكرَيَاتِ
لاَتَقتُلنِي؟
لا تَعجَبْ لا تَعجَبْ إنْي أتَنَفَّسُ مِن خِلَالِ كَفنْ
ولَكِن عِزةُ نَفسِي طَاغِيةٌ، فَوقَ أشوَاقِي عَاَلِية
فَلا حُبَّ أعرِفُهُ بِلا كِبرِياءَ وإنْ كَانَ أنهَارُ عَدَنْ
لا حَنِينَ يَأخُذُني إلَيكَ بِلا عِزةٍ لا ولا لَنْ تَظُّنْ
في شَرِيعةِ هَوَايَ الكِبرِياءُ قَبلَ المَاءَ والسَكَنْ
أُقِيمُ الليلَ جُحُودًا وهُرُوبًا وأغَيِّرُ سُنَّةُ العُشَّاقِ
بِألاَفِ السُنَن
إنْ كَانَ الفَجرُ في عَينَيكَ يَقتُل شُمُوخِي فَلا
فَجرًا أُريدُ
وإنْ كَانَ العُمرُ وإنْ كَانَ العُمرُ سُودَاً
أنَا وإنْ كُنتُ جَرِيحًا لا يُثنِيني الجُرحُ وإنْ طَاَل
جَفَاء الزَمَنْ
لا أعرِفُ ضَعفًا ولا أنْحَنِي فَاَلرِيحُ لا تهدِمُ جَبَلًا ولا
البَحرِتَنُولُ مِنهُ السُفُنْ
إنْ لَمْ تَحفَظْ لِي كِبرِيَائي مَا الذِي تَحفَظُهُ لِي بَعدُ؟
أنَا عِزَّتِي قَبلَ حُبِّي هِي أولًا وثَانِيًا وثَالِثًا وعَاشِرًا
إني أشتَاَقُ لا أُنْكِرُ وأتَألَمُ لا أُنْكِرُ ولَكِن لاخَيرَ لَدَيَّ
فيمَنْ يُهِينُ كَرَامَتي ومَنْ لا يَكُونُ كِبرِيَائي في
عَينَيهِ وَطَنْ
لاَ تُرَاهِنْ عَلى عَودَتي، أنَا وإنْ كُنتُ أحلُمُ بِلقَاءٍ
ويَقتُلَني الظَمَأ لَنْ أعُودَ وإنْ عَزَّ المَاءُ بَعدَكَ ونَالَ
ونَالَ مِن قُوَّتِي نَالَ مِن قُوتِي الَوَهَنْ
إنْ كَانَ بِنَاَئي عَلى يَدَيكَ فَهدمِي شَامِخًا حُرًّا
فِيهِ حَياةُ ونُصرَةً
أولَى لَكَ أنْ تَمضِي بَعِيدًا فَلا تَنتَظِر سُقُوطي
إنَّ الصَرحَ الذي تُحَاوِلُ هَدمَهُ ذَاتَ يَومٍ
سَيعلو أكثرَ ولَنْ يَكُونُ لَكَ فيهِ أبدًا. سَكَنْ
-------------------------
حسام الدين صبرى/ديوان/حب وراه الثرى
تعليقات
إرسال تعليق