وداع وودائع
فداؤك النّفسُ يامَن بالتّقى انتشَرا
وأوصَلَ الرّوحَ للغفرَانِ واستترَا
بالأمس هلَّ هلالُ الخيرِ متّشحا
ثوبَ الضّيوفِ وميقاتُ الهُدى ازدَهرا
وأشرقَ النّورُ والإيمانُ ديدنُه
والكلُّ في ملكوتِ الله قد حضرَا
يلوّحُ الخيرُ بالتّرحالِ وا أسَفي
سفينُه مارسَا ..إلّا وقد عبرَا
يغصّ في متنِه مَن كانَ مُجتهدَا
ومَن تبَاطأَ لايَدنُوه متّزرا
قوافلُ العَفو بابٌ ليسَ يوصدُه
على الخَلائقِ ربٌّ جلَّ واقتدَرا
لاتحزنَنَّ فواتَ الشّهرِ ..ذا أملٌ
بأنّ قلبَك بالإيمَانِ قد عَمُرا
ياربُّ إنّي بهذا الشّهرِ ذو شَجَنٍ
ما من مُسيءٍ كبَا إلّا وقد جُبرا
ليتَ الصّيامَ شِراعُ القلبِ يحملُه
نحو التّصافي ..وزَرعٌ يُحسنُ الثّمرا
عهدَا أيا رمضانَ الخيرِ نطلقُه
أنّ القوادمَ صَومٌ عن أذىً كبرا
ولنُعتقِ النّفسَ من حقدٍ ومن حسدٍ
ماهانَ مَن لهَوانِ النّفسِ قد أسرَا
لو خطّ حبري بحارَ الحمدِ يعجزُه
سيلُ العطَايا..فما أغراكَ يا بشرَا !!
طُوبى لقلبي الّذي قد خاضَ أمنيةً
والصّدقُ توّجَه إذ باتَ مُنتصرَا
هذا الأوانُ أوانُ القطفِ فابتَهجوا
فموسمُ الخيرِ يوفي القلبَ ما خسرَا
وثوبُ عيديَ ماأغلاه يُلبِسني
صفاءَ نفسٍ وما بالعفوِ مُختَصرَا
مَن ذا سيهجرُ بعدَ الصّومِ منسَأةً
تميطُ عن دربِه الطّغيانَ إذ خطَرا !!!
وجَذوةُ العَزمِ لاتخبو عناصرُها
وربُنا اللهُ طالَ الدّهرُ أو قصرا
سُبحانَ مَن لجميعِ الخَلقِ منتظرا
والوعدُ ينجزُه..طوبى لمَن ظفرَا
سميرة المرادني
تعليقات
إرسال تعليق