أحوالُ عشقٍ
--------------------------------------
مُنذُ عَرفتُكِ
عَرفتُ مَاعِلاَقة الرَّبيعِ بِالزَهرِ
ومَاعِلاقةُ الشَّمسِ بِالنَهرِ
ومَاعِلاقة الليلِ بِالغُربةِ
ومَاعلاقةُ القلبِ باِلشِعرِ
ومَاعلاقة الطفلِ بِأمَّهُ
وماعلاقةُ الفروعِ بِالشَجرِ
مُنذُ عَرفتُكِ
عَرفتُ كَيفَ يَكُونُ البُكاءُ
ومَاهوَ تَاريخُ. البُكَاء
وأينَ وُلدتْ أول دمعةِ شَوقٍ
وكيفَ يعيشُ الحُزنُ عصورًا
وعصورًا بِرغمِ العِناقِ و اللقاءِ
وآخرُ دمعةٍ أينَ سَتُدفن في
الأرضِ أم في السماء
مُنذُ عَرفتُكِ
أمشى أمشى خَلف دُخانٍ
أسلُك طَريقُ بَابِل تَأخُذيني
إلى عُمان
أكتُبُ مِئاتَ القصائدِ وتَبقَى
بِلاَ عُنوان
أتَّخذُ آلافَ القراراتِ وأعلِنُ
التَمَردُ والعِصيَان
تمضي شَفتيكِ قراراتي فَيُصبحُ
الكُفرُ إيمَان
وأحبُّ السجنَ والسجَان
وأعشقُ السَيرَ خَلفَ ضِيائكِ
أينَ كَان وحَيثُ كَان
مُنذُ عَرفتُكِ
وأنا أُحبُّ انفِرادِي بِذاتي
وأصُبُ على دَفاتِري آهَاتِي
وأهدرتُ آلافَ الرِّيشاتِ ولم
أرسم لَكِ لوحةُ واحدة وأسألُ
الشِعرَ دومًا كيفَ أزَيُّنُ لَكِ أبيَاتي
مُنذُ عَرفتُكِ
تَغيرت طبيعة الأرض وتغيَّر
وتَغيَّرَ المسَار
لم يَعُد القمرُ قمرًا ولم يعُد
المَدَار هوَ. المدَار
وبِرغم أننَا
في زمانٍ يكرهُ الثورةَ والثوَار
ثارَ قَلبي بعدَ ثُباتٍ وفي كُل رُكنٍ
أشعَلَ نَار
مُنذُ عَرفتُكِ
عَرفتُ كيفَ أخاطبُ الزهورَ
وماهي. لُغةُ الطُّيور
وأينَ وِلدت آخرُ الحُورياتِ
وأضفتُكِ فاكهةُ جديدة
على الفواكه، وعرفتُ
من أي شىءٍ تُصنعُ العطور
مُنذُ عَرفتُكِ
وتَغيرت تَغيرت اللُغَةُ العربية،
وخَاطبْتُكِ بِلُغةٍ لاتعرفُها البَشرية
ولاَ ذكرها قبلي التاريخُ فلا هي
عربيةٌ ولا هي فارسيةٌ ولا هي
هيلوغريفية
هي لُغتي أنا، وإرثي أنا من كُتب
العِشقِ المَنفِية
مُنذُ عَرفتُكِ
وكَفَّتِ الدنيا عن قتلِ الأزهار
ومُصادرة الحبِّ فينا وحَرق
كُتُب الاشعَار
لَم تَعُد العصَافيرُ حَائرةً في السماءِ
بَاكِيَةُ لَيلَ نهَار
أصبحتْ في الصباحِ تُغني
وفي الليلِ ترقُصُ على. الأشجَار
مُنذُ عَرفتُكِ
وأحوالي كُلها استنفار، لم يعُد
سَريرِي يَعرِفُني لم تَعُد
الدَارُ هيَ الدار
حَلَّت مَواسمُ الوجعِ في أرضي
وكُلَ يومٍ يَضربُني إعصار
وبرَغمِ المَوتِ وبَرغمِ الغَرقِ
وبِرغم هذا الدمَار
أرى وجهكِ الحالم عَهدٌ عَهدُ
جَديدُ للإعمَار
مُنذُ عَرفتُكِ
وهذه وهذهِ هي الأحوالُ
شَدَّني المَوجُ فلا رأيتُ شَطًا
ولا رأيتُ رِمَال
يكفينى أنكِ معي في هذا البحر
ليحلو الغَوصُ في شَفَتَيكِ
أضِيفُ على اللؤلؤُ عَينَيكِ
لِيزدَادَ اللؤلؤ بريقًا وسحرًا
و يزدادُ الجمالُ جمَال
فَالبرُّ بدونكِ موتٌ والتَوبَةُ
بَعدكِ كُفرٌ وضلال
مُنذُ عَرفتُكِ
والطقسُ كلُّهُ كلهُ شتاء..
أشواقي شِتاء.. بُكائي شِتاء
حتى لقائي بعينيكِ لقاء
الزَرعُ بِالمَاء
إن فاضَ المطرُ لاتُغلقي النوافذُ
إني بِحَاجَة إلى المطر
وجَزِيرتُكِ بِحَاجَةُ إلى الشِتَاء
••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى/ديوان/
أخر ماتبقى من الشعر
تعليقات
إرسال تعليق