****وكيف أموت *****
وأني لست أخشى الموت يوما
ولما أحيا على كتب الغرام
معين دموعنا باتت تسح
ولم أعلم لما ذبح سلامي
ولم أعبأ إذا لاحت قبوري
فمثلي لا يموت من الحمام
يموت القلب من وجع وهجر
ولست أموت لو يحيا كلامي
وما أنا بالمؤمل فيك نصرا
وقد هزمت من الهجر سهامي
وأنعي كل حرف في ديواني
كما تنعي المحافل لي حسامي
وقال الناس مفتون بليلى
فلم يذكر صفية في الغرام
وكنت أظن قد ربحت غراما
فلما أسهمت سئمت قيامي
ألا ليت الوصال يعود يوما
فأخبره بما فعل هيامي
ولست أحاكي قيسا في كلام
وهل تقرأ عيونك في كلامي
وكنت عزيز قوم في عروشي
وكنت كظيم عينك في خيامي
وقد ماتت زليخة أرض مصر
فلا بكت السماء ولا منامي
ولا تأويل رؤياي بكهل
أذاع السر في عيد الصيام
وعمرى زاد للخمسين سبعا
فكيف أراه طفلا في الظلام
ويحبو القلب نحو جلاء ضلعي
وكنت أظنه بلغ إحتلامي
سأبقى رغم موتي في عزاء
وتدفن في قبوري بالكلام
ولا أوصيك أرث الحب يوما
ومثلك لا يورث في غرامي
سأخشى الموت أن سلب حياتي
وكيف أموت
دونك في قيامي
وكيف أموت إن تحيا بقلمي
ومن يمنحنك مداد الدوام
ومن يبقيك في الأغلال سرا
تكسر ضلعه صوب العظام
ولست أموت في يوم
لأني
سأورث من يزفك في ختامي
أحمد عبد الحي ٢٩-٦-٢٢
تعليقات
إرسال تعليق