سعير العشق
هادي صابر عبيد
.
لِمن يهيجُ الفؤادُ مُزمجِرا
وجسدٌ خاوي اللحامَ مُضمِرا
.
أيا عيونٍ ما يراهُ القلبُ لم ترى
كبئرٍ لا يُرى في ظلامهِ صورا
.
أبكاكِ القلبُ طويلاً مطرا
على حبيبٍ منذُ عِقودٍ أدبرا
.
فالتُهدمُ منازِل الهوى المُعمرا
من بعد منزلتي المنازِلَ تُبعثرا
.
ما نفعت منازِلٌ سُكانُها بشرا
دون حبيبٍ يواسي القلبَ يُسامِرا
.
الحبيبُ جسراً للحياة معبرا
ومن ليس لهُ حبيبٌ كميتٍ في مقبرا
.
كم من شاعِرٍ عن الهوى يُثرثِرا
ومن لم يذُق طعم العِشق يتحزرا
.
علت أصوات الشُعراءِ على المنابِرا
وكأن العِشقُ حَدثٌ في خبرا
.
لو كانَ ما في القلوبِ يُبصرا
لِكُشِفَ ما بِداخِلِها مُستترا
.
كم من القلوبٍ من العِشقِ مُنكَسِرا
وكم من القلوبِ تتخِذُ العِشقَ مُتاجرا
.
طاف الخيالُ في عيونِ هُدى مُبحِرا
والعيونُ على رسمِ صورِها حائِرا
.
نورُها دخلَ القلبُ نارهُ مُسعِرا
وكأنهُ احتِلالٌ للجسدِ استعمرا
.
هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء
.
تعليقات
إرسال تعليق