كينونة البقاء
لا تتركيني في مهبّ الرّيح
تتقاذفني الأحزان ويؤلمني التجريح
تهزّني الأيّام كالقشة في الهوى
لا إرتياح أو فكاك من الرّدى
فعواطفي شفّافة التركيب
شديدة التّأثّر بالمدّ والنّحيب
تدفعها رياح الوجد للحنين
كإندفاع الخيل يوم العدو والطّنين
فمشاعري من الرقّة بمكان
كالبلور ليس لها طاقة إحتمال
فلا تحرميني من نورك الوهّاج
من تملك بالرّوح وتعمّق بالاجّاج
لأن كل ساكن ومتحرك إنقاد بلا إختيار
بعد تغلغلك في ربوع الدار والقرار
ففي الاصرار على التمنع والفرار
إن كان عفوا أو الهابا للاوتار
سوف تجتثّني رياح الشوق في البصر
لذا ارجوك التّرفق بالكيان والوتر
لا تنسي إنّك من ضلع الرحمة جئت للبرور
فلا تحرميني من عواطف البهاء والسرور
من نبع وردك المعطاء بسخاء
يا من تجسمي الحياة والوجود والضباء
و مدار الخلق انت وكينونة البقاء
ابو طارق / محمد الحزامي
تعليقات
إرسال تعليق