التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلطان الخوف

 " سلطان الخوف ..."


في غابة الضياع...

يعيش القوم ركعا...

تدوسهم حوافر الدواب...

تنهشهم مخالب السباع...

تراهم الذئاب في عيونها...

فرائس شهية....

يقتلهم الخوف...

لن يعتلوا منصة...

لن يصلوها قمة...

لن يعرفوا إبداع...

لن ينعموا بنصر ...

فالخوف في أعماقهم...

عواصف شديدة الهبوب...

تقصف بالرؤوس.... 

تتهاوى كالصخور...

تهوي من علو...

تتدحرج...تتلاطم...

تنحدر لتقبع في القاع...


***************


في غابة النفاق...

فصولها خريف دائم...

تساقط الاوراق...

مصفرة...مغبرة...

ترتعش...

 تتوه في الزقاق...

تطايرت...تبعثرت...

تلهو بها الرياح...

تسوقها أقدارها...

لتنتهي في مزابل التاريخ....

مهزومة...ذلولة...

عارية...مكسورة الذراع...


***************


في أرضنا الجدباء...

يفر منها الخصب...

سنينها عجاف...

قد غابت الرعود...

 و السحاب...

و جفت السماء...

و مات الزهر في الحقول...

و الورد في الحدائق الجرداء...

و باتت الطبيعة حزينة...

كئيبة....

احدودبت...ترنحت...

سارت في طريقها عرجاء...

و جمعت رتوقها...

التفت في أسمالها...

تكركر حطامها...

صماء...عمياء...بلهاء...

تمني نفسها المكلومة...

لعلها تصادف منية...

تريحها من قسوة الاوجاع...


عبدالحميد بن سعيد الهويشي  تونس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طاب النسك

 طابَ النّسكُ وللقيامِ عزيمةٌ،  الخيطُ الأبيضُ مسكُه. ولقدومِ اللَّيلِ تترطَّبُ شفاهُ الدُّعاءِ بانَّ النِّصفَ لشطرِه الثَّاني، والعيدُ على مضاربِ التَّتمَّة. العراق: نعمه العزاوي.

ياأمة بدر

 يا أمة بدر متی النصر...؟ هذا محرم و سيحل صفر طال...ليلک يا أمتي متی الفجر... ؟ يا أمة اقرأ يا أمة القلم نفد المداد يا أمتي و جف الحبر... مصطفی زعبوب

ظمأ القلوب

 أسعد الله أوقاتكم بكل خير حياكم الله... من قصيدتي... ...ظمأ القلوب...  يافاتنَ الأرواحِ أطِف علينا بالأقداحِ...                           واسقِنا من خمورِ اللمى لذيذ الراحِ... يافاتنَ الأرواحِ هات الأحاديث عن                                   مريمٍ                              إنَّ أحاديث الهوى تجودُ بالإنشراحِ... هلهلتُ بذكرِ الحبيب وقلبي مُدنِفٌ...                            والحبيبُ مُنشغِلٌ مابينَ لَهوٍ ومزاحِ... يميسُ أدعج العينينِ في كعبةِ الحُسنِ...                            يَصّبُ الفُتاتَ باقات نرجسٍ بالأرداحِ... مازِلتُ أخلع في الليالي مَاذي خموركِ...                       حتى بدتْ ظبيتي تَهرعُ مُنقبةً بالوشاحِ... قهوةٌ في الكأسِ والعَطّار سَاقيها...                     شَربناها عقيقاً فأثملتْ بالعِشقِ كُل صاحِ... و مُنمنماتٍ أقبلنَ من هِيتٍ يتمايلنَ...                   كأميسٍ أهيَفٍ يَختالُ في روضةِ الصباحِ... ومريم بزغتْ كالمها في روابيها...                     تُبدي أسبابَ الهوى مابينَ سِّرٍ وإفصاحِ... فائِحة العبير بدرتْ في إحجَامِها...                     تمزجُ فرط ال