أوقات تغطي الملامة في أفق العالم
تحذف صورتك دون جدوى
وأنا في أواخر الخمسينات من سنوات خيباتي
اتجول في الطرق القديمة في الأسواق
احب الأشياء القديمة والصور الغائرة
احب تلك الأشياء التي عاش فيها الراحلين
احب ذلك الزمن الصافي
الذي يباغتنا ويهرب نحونا
وتلك الحكايات التي سمعناها في الصبا
التي تعطيني بهجة تملأ شجوني
اتكلم واحكي معها
تلك الأيام ....ذلك الرصيف المكسور
كأني اسبح في رحاب المكان
إنها قصة وانغام
بصوتي خلخلة الخجل المبحوح
وحذاء يطوي الشوق يلامس خطاي
وقفت أمام شجرة
تولد الحياة من جديد
تحبل تلك الدمعة تشق الوجنات
تتوارث أجنتها فتهطل كالمطر
كنت وحيداً أدقق التفاصيل في باب الدار
وقفت غريبا في باب داري المهجور
الاحظ في عينيه الآف الصور
ترتد بعيدا وانا حسيراً
لا تختفي عيون الجيران وسكان الحي
تنثار حيرتي ...ماذا تعني لي هذه العيون
تتواصل معي تلك الأيام
في قلبي ثقبا كبيرا ...
ابكي عند أطراف الدار
لي رغبة أن أعلمك لغة قلبي
ودي أن أبوح لك كل شي
حين أصمت عن أي شيء
عليك أن تتعلم كيف لي أن أنسى صورتك
عليك أن تعرف كيف أعاني
عليك أن تدرس مافي قلبي
وليس ماتحكيه الأغاني
عليك أن تعرف كيف تحبني وكيف أحبك
وكيف أخفيك في كهف خاصرتي ...ربما صوتي
صوتي يتمدد في رحم الرئة
لأقول كلماتي قبل مجيئك
صوتي يلتئم بشفاهك أنزوي تحت خاصرتي
حتى أتهيأ بكل الحنين
بكل التقوى بكل مافي داخلي من عشق
لأكون عندك سيد الرجال
ويستعد قلبي للرحيل
حتى أبرح المكان
ابرح تلك الفوضى من الأحلام
ابرح داري المهجور
ذلك الدار المحنط
الذي يقول لي رغم التشتت
اهلا بك في بغداد الحزينة
أجلس بجانب بابي
لأخيط لك من دموعي ثوبا
يحميك من رصاص الحرب وقتال السلام .....
هيثم الأسدي
سامسون تركيا
تعليقات
إرسال تعليق