التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وتمضي بنا السنون

 وتمضي بنا السنون


جاسم محمد الدوري 


ها هو عام آخر 

يأكل من ربيع العمر

وأنا مثل النعامة

أخبئ رأسي في الطين

وأخشى أن اقول الحقيقة

وقد تخونني الذكريات

ف أهذي في بعض الاحيان

عام يمضي 

وآخر يأتي

والحزن يزيد مساحته في القلب

والجرح يكبر في دمي

ما عاد بوسعي العودة للبكاء

فالعمر مضى بكل فصوله

فرحا أو حزنا

لكنني من أجلك

ما زلت اغازل طلعة 

القمر في السماء

وأزرع الورد في حديقتي

لكي ارى فيها

وجهك الضاحك

يطالعني صباح..... مساء

عام ولى

لكن آثاره تطاردني

بحلوها...... ومرها

وأصبر النفس

بغد آت جديد

وأحاول أن أدجن حروفي

وارمم بعض قصائدي

قبل ان يهل علينا

عام آخر بليد

يحمل في غيماته

مطرا معفرا بالجليد

أو أن يختزل

كل هذا بالظن

ويسلبني حقي الأكيد

تمهل أيها القادم قليلا

لعلي احسب الحسبة جيدا

لما مضى وأعيد

الكرة مرة أخرى

فأنا لي قلب وحيد

ما عاد يقوى على النوى

ولا لغيرك في الصحبة أريد

فيا زمني

أما تحن علي

ولأيامي الخوالي تعيد

فقد مضى ما مضى

فلا تأس علي وتكن عنيد

وأعرف انك تجهل من أنا

لكنني رقعت وجهي

واستكنت قليلا

وصرت اتشاغل 

بحنين الصمت

وأخاف السقوط

في متاهات اللحظة من جديد

واخاف من الغد المجهول

فربما اتلاشى بخيوط الوهن

وانا مثلك ذاك العنيد

ستون مضت ونيف

واحلامي مازالت

تلهث خلفي

تتساقط الوحدة تلو الآخرى

ودون جدوى

راحت تلفظ انفاسها

صعودا.... ونزولا

تطفئ جذوة الأمل

لقد ضاق صدري بالحنين

ومتلأ خليج عيوني غيثا

صار مرسى لسفن الشوق

وشتائي يلبسني

معطفه الشتوي

من دون عناء

انا أشهد ان ما مضى

كان يقظة حلم

اضعت فيها

سنين عمري هباء

كنت اعمى بصيرة

تقودني الشهوات

بكل هذا الغباء

وكنت لا أبالي

بما يجري هنا...... او هناك

فالكل صار سواء

فترك كل شيء مكانه

وتعال معي

نعبر الضفة الأخرى بلا ضوضاء

نبحث في المدن القصية

عن متاهات الحروف الصماء

فما عادت تهمني الأيام

فالعمر صار من بعدك

يركض للوراء


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طاب النسك

 طابَ النّسكُ وللقيامِ عزيمةٌ،  الخيطُ الأبيضُ مسكُه. ولقدومِ اللَّيلِ تترطَّبُ شفاهُ الدُّعاءِ بانَّ النِّصفَ لشطرِه الثَّاني، والعيدُ على مضاربِ التَّتمَّة. العراق: نعمه العزاوي.

ياأمة بدر

 يا أمة بدر متی النصر...؟ هذا محرم و سيحل صفر طال...ليلک يا أمتي متی الفجر... ؟ يا أمة اقرأ يا أمة القلم نفد المداد يا أمتي و جف الحبر... مصطفی زعبوب

ظمأ القلوب

 أسعد الله أوقاتكم بكل خير حياكم الله... من قصيدتي... ...ظمأ القلوب...  يافاتنَ الأرواحِ أطِف علينا بالأقداحِ...                           واسقِنا من خمورِ اللمى لذيذ الراحِ... يافاتنَ الأرواحِ هات الأحاديث عن                                   مريمٍ                              إنَّ أحاديث الهوى تجودُ بالإنشراحِ... هلهلتُ بذكرِ الحبيب وقلبي مُدنِفٌ...                            والحبيبُ مُنشغِلٌ مابينَ لَهوٍ ومزاحِ... يميسُ أدعج العينينِ في كعبةِ الحُسنِ...                            يَصّبُ الفُتاتَ باقات نرجسٍ بالأرداحِ... مازِلتُ أخلع في الليالي مَاذي خموركِ...                       حتى بدتْ ظبيتي تَهرعُ مُنقبةً بالوشاحِ... قهوةٌ في الكأسِ والعَطّار سَاقيها...                     شَربناها عقيقاً فأثملتْ بالعِشقِ كُل صاحِ... و مُنمنماتٍ أقبلنَ من هِيتٍ يتمايلنَ...                   كأميسٍ أهيَفٍ يَختالُ في روضةِ الصباحِ... ومريم بزغتْ كالمها في روابيها...                     تُبدي أسبابَ الهوى مابينَ سِّرٍ وإفصاحِ... فائِحة العبير بدرتْ في إحجَامِها...                     تمزجُ فرط ال