بينَ الشعر والناس
___________________________________
ومَضَيتُ أبحثُ عَن نَفسي...
في كُلِ الطُرُقَات
وكُلمَا التَقيتُها تهربُ وترفُضني .
مرَاتٍ ومرَات
أغتربُ ولاَ أعرف في أيِّ بلادٍ ..
لاَتُقتلُ الأمنيَات
وأىُ بشرٍ يَاتُرى؟لاَزَالوا يُؤمِنون.
بِالشِعرِ والكَلمَات
وفي أى عيونٍ أجدُ السطرَ
المحذوفَ مِنَ القِصص والحكَايَات
وعلى أي صدرٍ أُلقِي بِرأسِي
وأصُبُ..حُزني والآهات
وفي أي سمَاءٍ أسمعُ طيرَ
لايشدو ..بِحُزنِ النَايَات
وأي دربٍ أسلُكهُ ولا ألتَقِي
يَومًا...بِالذكريَات
مضَيتُ أبحثُ وظلَ البحثُ
يَأكُل أيامَ عُمري ويَأكُلُ السنوات
كَتبتُ الكثيرَ ولَم أعرفْ
أينَ نفسي في أي سَطرٍ
في أي سطرٍ يَاتُرى وفي أىً
صفحةٍ مِنَ الصفحات
بِي منَ الألمِ مالاَيتحمَلهُ بشر
فَالحُزنُ بِدَاخِلي هوَ أكثرُ
وأولُ الإحتمَالات
منْ منَ الناسِ شاركني ألمِي
ومنْ مِنهُم
تَغَاضى يومًا عَنِ الزَلات
شَكوتُ للناسِ مَابِي عَلني
أجدُ منْ يسعني ولو لِسَاعات
فلاَ كانوا مسحةَ شِفاءٍ
ولاكَانوا فوقَ العُريُ مظلات
قَالوا عني شَاعرا ورساما
أرسِمُ النِساءِ لوحَات
كتبتُ الشعر على الشمسِ
على الصخرِ
وعلى صفحاتِ البحرِ نظمتُ
شِعري والأبيات
والشاعرُ في كُلَ العصور فَاجرٌ
وتخطُ يداهُ الذنُوبِ والمُوبقات
يَاقَارئي
الشاعر ليس موسى في دعواهُ
ولا هو عيسي ولا هوَ نَبيٌ
يَصنعُ المُعجزات
الشَاعرُ قضية، وكلمتهُ في
صرخةِ الكَائِنات
يكتُبُ ماتُحبوا أن تعيشوهُ سِرا
وعَلناً تقولونَ عَنه رسولُ
المُحرمات
فَحينَ أرسِمُ النساءَ لوحاتٍ
في أشعاري وأتَغَزلُ
في النَهدِ وفي الرُمانِ وفي
الخَصرُ وفي الهِضَابِ البَارِزات
ليس عُهراً وإنما هو صوتُ إلي
زَنازينِ المسجُونَات
في وهمٍ مورُوث إسمهُ العَادات
حَاربتُ
في ألف جبهةٍ وأنا الأضعف
حَاربت عقولٍ مريضةٍ
وعُهرِ حُكاما
وزيفَ العروبةِ والوحدة ووهمِ
التمَاسُكِ والشِعَارات
ثمَ يأتي من لايعي ولايفهم
يٓخطُ نِفاقا ومديحا
في حُكامنا ويُطفىءُ في الصدورِ
لهيبُ الثوارَات
ليبقي هوَ الشاعر الموهوب
ويُقلدوه القِلادات
حتى القارىء يُريدُ أن أكتُب
مَايروقُ لهُ هوَ بِالذات
ياَقَارئي أنا لستُ ملاكا
ولا أزعُمُ أنَ أبي كانَ إماما
ولا أُمي كانت داعيةً منَ. الداعيات
ياَ قَارئي لمَ تُردْ أن أتنصلَ
من طبيعتى البشريَة
وأدعي أني تربيتُ في كَنفِ قديسا
والملائكة كَانوا رِفقتي دائما
على. الشُرُفات
ياَ قَارئي إستيقظ فَالعُهر ثابتا
في الأيام وإن كانَ منبوذا
ومُدعي الفضيلة يتأرجحُ
فمالهُ من ثبات
إن كانَ شِعري قولُ إفكُ فأتيني
بِشعرٍ أبياته أحاديثا وآيات
لازَالَ بحثي وسيبقى إلى
حيثُ الكَفن والنهايات
فالوطنُ ليس وطني والعصرُ
ليس عصري
وشِعري مُتهم بِأبشعِ الاتهامات
وقلمي منبوذا إذ يُعريكُم القلم
فهو ملعونُ فى الحياةِ
وفي الممَات
_____________________________________________
حسام الدين صبرى/
تعليقات
إرسال تعليق