التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هذا العراق

 ( هذا العراق )

هذا العراقُ جراحُ الأرضِ تزدحِمُ

مضمخُ الهامِ وهو الشامخُ الهرَمُ

مرت عليه جيوشٌ لا عدادَ لها 

من الرزايا وخابَتْ دونَهُ الرُجُمُ

منذ الخليقةِ هابَتْ من بوارقهِ

نوائبُ الدَّهرِ حتى نابَها الهَرَمُ

نوائبُ الدَّهرِ دهراً تستكينُ لهُ 

وتستحي منه يا مَن ذِكرُهُ قسمُ

أقسمتُ بالله قد أندى مرابعَهُ

وأودعَ المَجدَ فيه والدنى إرَمُ

كم ناجزَتْه وكم أعيى مصارعَها

ولا يزالُ عصياً تاجُهُ الشممُ

أردى بها الموتَ واستبقى مهابَتَهُ

ومزَّقَ الصمتَ والآفاقُ تحتدِمُ

فلا يزالُ بقلب الأرضِ نبضتُهُ 

وفي محيا السَّما وَشمٌ ويرتَسِمُ

فانفَذْ إن اسطَعتَ من دوامةٍ عَرَضَتْ

واغفَلْ ان اسطعتَ لن يبقى عليكَ فمُ

أنّى نظرتَ تجدْ من بعض عزَّتهِ

فيضاً وينهلُ من أسرَوا ومن قدِموا

نبعُ الحضارةِ ما انفَكّتْ فضائلُهُ

على الزمانِ زماناً ظلّ يبتسمُ

قد ألهَمَ الخلقَ تحكي عن مآثرهِ

وفَجّرَ النورَ أبْلَت دونَهُ الظُّلَمُ

هذي القراطيسُ كم تزهو بملحمةٍ 

مدادُها ماءُ عينِ الدهرِ ينتظمُ 

هو العريقُ فأيُّ الوصفِ يُنصِفُهُ

وأيُّ قافيةٍ إن رمتَ تنسجمُ

ترنو إلى الشمسِ والعلياءُ موطنُها

قد أعجزَ الضادَ حتى هابَهُ القلمُ

-------------

د٠جاسم الطائي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طاب النسك

 طابَ النّسكُ وللقيامِ عزيمةٌ،  الخيطُ الأبيضُ مسكُه. ولقدومِ اللَّيلِ تترطَّبُ شفاهُ الدُّعاءِ بانَّ النِّصفَ لشطرِه الثَّاني، والعيدُ على مضاربِ التَّتمَّة. العراق: نعمه العزاوي.

ياأمة بدر

 يا أمة بدر متی النصر...؟ هذا محرم و سيحل صفر طال...ليلک يا أمتي متی الفجر... ؟ يا أمة اقرأ يا أمة القلم نفد المداد يا أمتي و جف الحبر... مصطفی زعبوب

ظمأ القلوب

 أسعد الله أوقاتكم بكل خير حياكم الله... من قصيدتي... ...ظمأ القلوب...  يافاتنَ الأرواحِ أطِف علينا بالأقداحِ...                           واسقِنا من خمورِ اللمى لذيذ الراحِ... يافاتنَ الأرواحِ هات الأحاديث عن                                   مريمٍ                              إنَّ أحاديث الهوى تجودُ بالإنشراحِ... هلهلتُ بذكرِ الحبيب وقلبي مُدنِفٌ...                            والحبيبُ مُنشغِلٌ مابينَ لَهوٍ ومزاحِ... يميسُ أدعج العينينِ في كعبةِ الحُسنِ...                            يَصّبُ الفُتاتَ باقات نرجسٍ بالأرداحِ... مازِلتُ أخلع في الليالي مَاذي خموركِ...                       حتى بدتْ ظبيتي تَهرعُ مُنقبةً بالوشاحِ... قهوةٌ في الكأسِ والعَطّار سَاقيها...                     شَربناها عقيقاً فأثملتْ بالعِشقِ كُل صاحِ... و مُنمنماتٍ أقبلنَ من هِيتٍ يتمايلنَ...                   كأميسٍ أهيَفٍ يَختالُ في روضةِ الصباحِ... ومريم بزغتْ كالمها في روابيها...                     تُبدي أسبابَ الهوى مابينَ سِّرٍ وإفصاحِ... فائِحة العبير بدرتْ في إحجَامِها...                     تمزجُ فرط ال