.....................الغروب الأخير
حياة رتيبة
تتخللها كآبة قاتلة
و أحيانا شبه فرح عابر
مر زمن كثر فيه الخلان
و لا أذكر أني عاديت أحدا
أو تفوهت بحرف نابي
أو خذلت أحدا
السلم مبدئي
شاء لي أن أعمر
رحل من رحل
و القلة الباقية
تتناقص في غفلة مني
و أنا حياة رتيبة
عزلة ارتضيتها غصبا
و ها أنا الآن أنبش في الماضي
علي أسترد ذكرى فرح
لكني
أجدها صورة مغبرة
تقادمت
مزقت حواشيها
و كثير من شخوصها
غاب و اندثر
و الباقي بالكاد يحتفظ بملامح شاحبة
أراني ضمنها
أقارن سحنتها بسحنتي
أتذكرها لكنها تنكرت لي
و تركتني لوحدي أقارع الزمن
و كل مرة تتنكر لي أخرى
و تلبث في مكانها
و أتابع السير مع التي لا زالت تقاوم
لكنها متلكئة ملتني
و هي على أهبة التوقف
لتتركني كوني صرت غير أنا
شتان بين سحنتي ماضيَ و حاضري
فقدت جل الملامح
أصابني الوهن و العياء
لكنني لا زلت أعي أحداث زمن ولى
أتذكر فصول العمر
من ربيع إلى خريف
و هنا سأتوقف
و الخريف آخر المطاف
لن أجهز حقيبة سفر
لا داعي لها
لا محطة بعد هذه
هنا أعلن الهزيمة
و أقع أسيرا
يزج بي في زنزانة في أعماق الأرض
زنزانة انفرادية
شديدة الحلكة
وداعا لأشعة الشمس
لضياء القمر
لسمفونية الطيور
لعين كل مساء
ترقب خاشعة
غروب شمس
غروبا
لا غروب بعده...
عبداللطيف العولي
المغرب
01/02/2023
تعليقات
إرسال تعليق